مصطفى محمود احداث 2013

http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/541763_420742574666047_1880474918_n.jpg

*الإسلام السياسي والمعركة القادمة .. الفتنة الكبرى

سمعنا عن الميليشيات الاسلامية التي كانت تقاتل بعضها بعضا بالصواريخ في كابول.. وكل منها اصولي يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.. ولم نفهم فيما كانت تتقاتل وفيما كانت تجاهد؟! وقد هرب نجيب الله وسقطت قلعة الكفر وارتفعت نداءات لا إله إلا الله من المآذن.

ولقد سقط قتلى من الجانبين بلا قضية.. وسقط من الابرياء مائة قتيل كانوا يعبرون الطريق ليشتروا خبزا لأولادهم.

فيم كان الخلاف.. وفيم كان التراشق بالنيران..؟؟!! وقالوا ان من وراء كل ميليشيا دولة تنفق عليها.. وان لا إله إلا الله في هذا الجانب لحساب دولة شيعية, وان لا إله إلا الله في الجانب الثاني لحساب دولة سنية.. والطائفة الثالثة حيث يقف شاه مسعود متهمة بأنها تقول لا إله إلا الله على الطريقة الأمريكية لحساب الدولار الأمريكي.
... والاصولية اصبحت بذلك تبعية لدول ولم تعد تبعية لله.
والولاء هنا وهناك أصبح ولاء سياسيا ولم يعد ولاء دينيا.. والقتل مستمر.. على الظن.. وعلى الشبهة وبلا بينة من هذا وذاك.. والهدف.. من يحكم.. ومن يتسلط.. ومن يقفز إلى الكرسي..؟؟!!

وكل طائفة تحمل سيف الآية الكريمة :

(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) 44-المائدة
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) 45-المائدة
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) 47-المائدة

وكل طائفة تتصور انها وحدها التي تحكم بما أنزل الله.. وأن معها التفويض بالخلافة والحكم واقامة شرع الله في الارض.. وأنها وحدها الاصولية.. وهي كما فهمنا أصولية سياسية لا علاقة لها بالدين.

وربما كان الاصولي الوحيد هو ذلك اللامنتمي الذي خرج يسعى على خبز اولاده فقتلته رصاصة فمات قتيل هؤلاء المفتونين.. وما كان يحمل راية.. وما كان يدعي لنفسه شيئا.. وما كان يطلب لنفسه علوا في الارض ولا سيادة.. بل كان يطلب القوت لاولاده الضعاف.

هل تتحول اصولية هذا الزمان الى فتنة كبرى تأكل اولادها وتدفع بالمسلم في مواجهة المسلم في تصارع وتقاتل وتناحر لا يبقى ولا يذر.. اننا نسير بالفعل الى هذا المنحدر..

ان كلمة اصولية تحمل في اسمها استعلاء اصحابها وتكبرهم وانهم وحدهم المتحدثون باسم الحق وانهم خلفاء الله ووكلاؤه في الارض.. كما انها تحمل في معناها اتهام الآخرين.. كل الآخرين بالانحراف والمروق والكفر.. وبين هذا وذاك خلافات ثانوية.. بين الحجاب والنقاب.. وبين جلباب وجلباب وبين شارب ولحية وبين رأي في التماثيل ورأي في الصور والمصورين ورأي في الفن والموسيقى.. وأداء للصلاة بهذه بالكيفية او تلك.. وأذان واحد لاقامة الصلاة أم أذانان .. وبين الشيعة والسنة خلاف في الرأي حول أحقية سيدنا علي في الخلافة قبل ابي بكر.. وهي خلافات ثانوية انتهى زمانها ولا تساوي ان يذبح المسلمون بعضهم بعضا.. إلا ان يكون وراءها أحقاد وأضغان وأطماع وأموال تنفق لهدم ديار الاسلام على أهلها.. وهي بالفعل كذلك.. فهي اصولية افرزتها الازمات الاقتصادية والبطالة والفقر والحرمان والهزائم المتواصلة, وكانت نتيجة مباشرة لانهيار التعليم وسطحية الثقافة والفراغ الديني وضعف المؤسسة الدينية.. وهي في دعوتها الى تحطيم كل أشكال النظم الموجودة تحت ذريعة أنها جاهلية وكفر.. تتواقت مع حدث آخر خطير هو صعود نجم اسرائيل.. واسرائيل لها باع قديم في تحريك أمثال تلك الفتن..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق